اخبار

المؤتمر الشعبي في ذكرى التاسيس وبين يدي سفر التكوين و عبرة المسير

في ذكرى التاسيس وبين يدي سفر التكوين و عبرة المسير :المؤتمر_الشعبي يؤكد على مبادئه في الحرية ، الشورى ، العدالة ، الفدرالية استقلال الوطن وعزته و الحكم المؤسس على خيار الشعب*

*#المؤتمر_الشعبي*
*#ذكرى_التأسيس*

تمر اليوم الجمعة ٢٧ يونيو ٢٠٢٥م الذكرى الخامسة و العشرون لتأسيس المؤتمر الشعبي. ربع قرن من الزمان، ٢٥ عاماً، تجاوزها بمجاهدات بذل فيها أعضاؤه الغالي و النفيس من أجل الثبات علي المباديء: الحرية، الشوري، العدالة، الفدرالية، عزة الوطن والحكم المؤسس علي خيار الشعب. تعرض خلالها الأعضاء للقتل و الاعتقال لمدد متطاولة طالت الشيخ حسن الترابي عليه الرحمة و رضوان الله. فيها التشريد من الخدمة و المضايقات في سبل كسب العيش و تقفيل الدور و وسائل الإعلام و مصادرة الممتلكات تضرر منها غالب العضوية و لكنهم ثبتوا علي المباديء عدا قلة لا تُذكر.

خلال هذه السنوات مر الحزب بتجارب صقلت عضويته انفتح فيها علي القوى السياسية الأخرى المعارضة للنظام تنسيقاً ، كما مد حبال الوصل مع الحركة الشعبية التي كانت تعارض النظام بالسنان فوقع معها مذكرة تفاهم لإنهاء حرب الجنوب بالحوار و التي اتخذها النظام حينها ذريعة لحل الحزب تعسفاً و تقفيل دوره و اعتقال قادته. و من المفارقات أن النظام بعدها سار علي خطى مذكرة التفاهم مع الحركة الشعبية و ابرم اتفاقية سلام في العام ٢٠٠٥ التي أُملِيت عليه من الخارج و أدت لاحقاً لانفصال الجنوب الحبيب.

#إنتفاضة_٢٠١٣م :
شارك المؤتمر الشعبي بفاعلية في معارضة النظام من خلال قوى الإجماع الوطني و كان له النصيب الأقوى في انتفاضة ٢٠١٣ و التي كادت أن تسقط النظام لو لا خيانة أحزاب قوى الإجماع الوطني الذين تآمروا و بيتوا النية لإقصاء المؤتمر الشعبي بعد النصر. فما كان من المؤتمر الشعبي إلا فض الشراكة مع أحزاب قوى الإجماع الوطني ففشلت الانتفاضة دون تحقيق هدفها.

#الحوار_الوطني :
استبان للنظام عدم جدوى مواجهة مطالب الشعب بالعنف في دارفور و الخرطوم و بقية المدن الأخرى فطرح مشروع الحوار الوطني في ٢٠١٤ فاستجاب المؤتمر الشعبي لدعوة الحوار لحل أزمات الوطن من مبدأ { وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } الأنفال ٦١.

و بعد ختام مداولات الحوار الوطني شارك المؤتمر الشعبي في مؤسسات الحكم مع بقية قوى الحوار أملاً في تنفيذ مخرجاته و التي كان تطبيقها سيؤدي إلي تحول ديموقراطي سلمي يتم فيه تداول السلطة بخيار الشعب انتخاباً، إلا أن مماطلة المؤتمر الوطني في انفاذ مخرجات الحوار الوطني كعادته في عدم الوفاء بالعهود و المواثيق و لخلافاته الداخلية كل ذلك مهد الطريق لثورة مصنوعة ( ديسمبر ٢٠١٨ ) التي اقتلعت النظام من جذوره و أدخلت البلاد في فوضى كانت نتيجتها الحرب الحالية.

#حكومة_الحرية_و_التغيير_#(قحط):
عندما تكونت حكومة تحالف المتشاكسين، الحرية و التغيير، برئاسة عبد الله آدم حمدوك و بدعم من الرباعية، قابل المؤتمر الشعبي رئيس الوزراء و الجانب العسكري و قدم خطة مكتوبة لإدارة الفترة الانتقالية بآجال و توقيتات لا تتجاوز عامين ينتقل بعدها السودان للحكم بخيار الشعب انتخاباً، إلا أن تحالف الحرية و التغيير لم يكن هدفهم و بإيعاز من داعميهم من الخارج و أجهزة الاستخبارات الخارجية الوصول لانتخابات تبين خيار الشعب في من يحكمه بل جنحوا لإقصاء الخصوم و الاستئثار بالسلطة دون تفويض انتخابي مما حدا بالمؤتمر الشعبي أن يقود معارضة سلمية لتنظيم القوي الوطنية للوقوف ضد دكتاتورية الحرية و التغيير التي استندت علي بندقية الدعم السريع مما أدي إلي فض إعتصام القيادة الدموي و إشعال الحرب.

#الاتفاق_الإطاري #(الإطارية):
فرضت الرباعية و فولكر (بريمر السودان) ما سمي بالاتفاق الإطاري و جمعوا له المتردية و النطيحة املاً في فرضه بقوة سلاح الدعم السريع و اوحوا إلي قائده أن سيتوجوه ملكاً علي السودان أميراً لآل دقلو و هددوا علناً إما الإطارية أو الحرب. و عندما رفضت قيادة الجيش الانصياع لمطالبهم زينوا لأميرهم المزعوم أخذ الملك غلاباً فذهبت قواته في ١٣ أبريل ٢٠٢٣م إلي مروي لاستلام القاعدة العسكرية و أسر الجنود و في صبيحة ١٥ أبريل ٢٠٢٣م بدأ الهجوم علي القيادة العامة للقوات المسلحة في الخرطوم بهدف تصفية قادة الجيش و استلام السلطة و تكوين حكومة الإطارية و التي من مراميها تهجير سكان السودان و ابدالهم بآخرين من مجاهل الشتات و الدول الطامعة في خيرات السودان.

وقف المؤتمر الشعبي بقوة ضد الاتفاق الإطاري منذ إعلانه و لكن للأسف انشقت مجموعة من الحزب بقيادة الأمين العام د. علي الحاج المنتهية ولايته و انضمت (للإطارية) في مخالفة بينة للنظام الأساسي للمؤتمر الشعبي فانعقدت الشورى و أعفت د. علي الحاج محمد الذي أدي موقفه في تأييد الإطارية إلي انشقاق مجموعة محدودة و أختارت الشوري الدكتور الأمين محمود أميناً عاماً للمؤتمر الشعبي.

#حرب_الكرامة:

بدأت قوات الدعم السريع الحرب علي الشعب السوداني و قواته المسلحة بدعم موثق من دويلة الشر (الإمارات العربية المتحدة) و بتواطؤٍ من بعض دول الجوار بهدف الاستيلاء علي السلطة بقوة السلاح. و قد كانت الحرب موجهة ضد المواطنين الأبرياء العزل تشريداً من منازلهم و نهباً لممتلكاتهم و تخريباً و هدماً لمؤسسات الدولة و البنية التحتية و أغتصابًا لحرائرهم بل و قتلاً بهدف تهجيرهم قسراً في مخطط لئيم لإفراغ السودان من أهله.

عندما أعلنت قيادة الدولة مواجهة تمرد الدعم السريع الذي استعان بالمرتزقة الأجانب لتركيع السودان، كان المؤتمر الشعبي في طليعة القوى الوطنية المساندة للقوات المسلحة في حرب الكرامة و شارك أعضاء المؤتمر الشعبي مع المواطنين كافة لدحر المتمردين و الغزاة بالنفس جهاداً و بعلاقاته دعماً للقوات المسلحة فيما يعينها في القيام بمهامها للحفاظ علي وحدة السودان و تأمين مواطنيه.

#المستقبل:
سيظل المؤتمر الشعبي محافظاً علي برنامجه منذ تكوينه وفاءً بمباديء: الحرية، الشوري، العدالة، الفدرالية، عزة الوطن والحكم المؤسس علي خيار الشعب.

لتحقيق هذه المباديء يسعي المؤتمر الشعبي مع القوى الإسلامية و الوطنية لتكوين كيان قومي جامع علي هدي المنظومة الخالفة و ما يطرحه المتنادون لتكوين هذا الكيان القومي رؤىً تصب في مصلحة استقرار السودان و عزته و رفاهية مواطنيه.

يقف المؤتمر الشعبي في خندق واحد مع الجيش السوداني و كل القوات الداعمة له من المشتركة والقوات النظامية الأخرى و المجاهدين في هذا الظرف الحرج الذي تمر به البلاد حتى يستكمل النصر و يتم دحر المتمردين و الغزاة و الطامعين في خيرات السودان و تبديل هوية مواطنيه النابعة من إرثهم الإسلامي المتسامح.

نعزز مجهودات السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور كامل إدريس لتكوين حكومة مدنية من كفاءات مستقلين حادبين علي مصلحة الوطن عاملين لقضاء حوائج المواطنين من تحقيق الأمن و التعليم و الصحة و الحياة الكريمة. نقف معه نصحاً و دعماً بكل ما نملك لا طمعاً في منصب و إنما لينعم هذا الشعب بالحياة الكريمة التي يستحق.

هذا سِفرنا من مجاهدات مستمرة لربع قرن موصولة بإرث حركي ممتد منذ منصف القرن الماضي و يتواصل السعي بإذن الله نصراً لدين الحق حتي يتحقق الوعد و لينصرن الله من ينصره:
﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} الحج ٤٠.

دكتور الأمين محمود
الأمين العام للمؤتمر الشعبي
بورتسودان ٢٧ يونيو ٢٠٢٥م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى